مما قاله في الفخر
فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد iiعَلِمتُم
وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن iiيُهابا
أَعَدَّ اللَهُ لِلشُعَراءِ iiمِنّي
صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا
وقال في هجاء الأخطل
وَلَدَ الأُخَيطِلَ نِسوَةٌ مِن iiتَغلِبٍ
هُنَّ الخَبائِثُ بِالخَبيثِ غُذينا
إِنَّ الَّذي حَرَمَ المَكارِمَ iiتَغلِباً
جَعَلَ النُبُوَّةَ وَالخِلافَةَ iiفينا
هَل تَملِكونَ مِنَ المَشاعِرِ مَشعَراً
أَو تَشهَدونَ مَعَ الأَذانِ أَذينا
مُضَرٌ أَبي وَأَبو المُلوكِ فَهَل لَكُم
يا خُزرَ تَغلِبَ مِن أَبٍ iiكَأَبينا
هذا اِبنُ عَمّي في دِمَشقَ iiخَليفَةً
لَو شِئتُ ساقَكُمُ إِلَيَّ iiقَطينا
وقال في هجاء الفرزدق
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فَلا كَعباً بَلَغتَ وَلا iiكِلابا
يعد جرير واحداً من فحول الشعراء، والذي تنوع شعره ما بين الهجاء، والمدح، والغزل فقدم العديد من القصائد التي ظهرت فيها بلاغته، نشأ جرير بالبادية وكانت أكثر إقامته بها، وكان يذهب أحياناً إلي البصرة فكان يمدح كبرائها، وهناك التقى جرير بالفرزدق وأصبح بينهما منذ ذلك اليوم صولات وجولات في الهجاء والتي استمرت سنوات عديدة، لم تنتهي إلا بوفاة الفرزدق، والذي نعاه جرير قائلاً:
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً iiوَهَدَّها
عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ iiبِنَعشِهِ
إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ
لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي
إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ iiالسَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها iiوَلِسانُها
وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ iiمَنطِق
مما قاله في المدح
قَد طالَ قَولي إِذا ما قُمتُ iiمُبتَهِلاً
يا رَبِّ أَصلِح قِوامَ الدينِ وَالبَشَرِ
خَليفَةَ اللَهِ ثُمَّ اللَهُ iiيَحفَظُهُ
وَاللَهُ يَصحَبُكَ الرَحمَنُ في السَفَرِ
إِنّا لَنَرجو إِذا ما الغَيثُ iiأَخلَفَنا
مِنَ الخَليفَةِ ما نَرجو مِنَ iiالمَطَرِ
قال في الغزل
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها iiحَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا
يا رُبُّ غابِطِنا لَو كانَ يَطلُبُكُم
لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وَحِرمانا
الوفاة
توفى جرير في عام 110هـ ، وقد توفى بعد كل من الأخطل والفرزدق.