"تهويد القدس، وتدمير الأقصى، قائمان على قدم وساق.. فأين العرب؟ وأين المسلمون؟".
يُقْصَى.. ويُنْسَى، وراءَ السُورِ.. مَهجورا
كلاّ.. بَلى.. كانت الأضلاع تَحرسُه
أنّى..؟ وكيفَ.. وللأقصى بَواسِلُه
تَرنو المَجَرّاتُ، في خَوفٍ، وفي قلَقٍ
تَرتَجُّ كلّ فِجاجِ الأرض شاهرةً
مَنْ ذا يُفسِّرُ والأذهانُ عاجزةٌ
قد أسلَموه جِهاراً.. دونَما خَجَلٍ
هَيهاتَ.. دَعْ، ودَعيْ، هذا، وذاكَ، فَما
الآن.. ماذا؟ سؤالٌ مُعْجِزٌ، وَجِلٌ
الآن.. ماذا؟ ولَوْ جُنَّ السؤالُ أتَى
الآن.. ماذا؟ ولَوْ جُنَّ الجَوابُ كَما
دَعْ (ذا، ومَنْ ذا، وماذا..) كلّها عَبَثٌ
أوْ قَرَّ في الخِدْرِ مَهْ.. يا أنتَ.. ياعَجَباً..
إنْ لَمْ تَكنْ وجَعَ الدنيا.. ومِحْنَتَها
وهُبَّ جَيشاً وجُمهوراً، إذا قَعَدتْ
أحْيِ الحَياةَ لِمَوتَى لا حَياةَ لَهمْ
مَنْ كان يُقْصيهِ عنْ أقْصاه سَيْلُ عَميً
مِنْ هاهُنا يَثِبُ التاريخ وثْبَتَه
يُعيد نَسْجَ ثِيابِ العِزِّ مُحْكَمةً
مِنْ هاهُنا، من ثُغورِ الأرضِ، يُرضِعُها
مَن قالَ (نحنُ، غَداً، يَنْقَضّ جَحْفَلُنا)؟
إنّ (التَهامُسَ) بالتَحريرِ مَهْلَكَةٌ
تُعَدّ ضَرْباً مِن الإرهابِ (نِيّتُنا)
لابأسَ في أنْ نَرى (البازارَ) مُنعَقِداً
لابأسَ في أنْ نَرى مَنْ باعَ قِبْلتَنا
لابأسَ.. مَن قال إنّ اللغْوَ ليسَ لَه
بالحِكمةِ، العَزمُ يُمْليْ حَقّ صاحبهِ
فَذاكَ يَبْعَثُ في شَمْسِ العُلا وهَجاً
يَهْميْ سَناهُ على الأقصَى شَذاً، وبهِ
هَيهاتَ.. أيُّ ظَلامٍ يَأسِرُ النُورا؟
سُوراً، فصارتْ حِرابُ الغاصبِ السُورا
يَهتَزّ مِنه جَناحُ العِزّ.. مَكسورا؟
مِنْ أنْ يَصيرَ ضِياءُ الشَمسِ دَيْجورا
أصابعَ الحَزْمِ، في الأبصار.. تَحذيرا
ما ليسَ يَطلبُ تَعبيراً وتَفسيرا؟
أمِنْهُمُ يَرتَجيْ نَصْراً.. وتَحريرا؟
يَحتاج مافعَلوا حِبْراً.. وتَحْبيرا
يَدورُ بَينَ عُيونٍ مَلّتْ الزورا
(مَن ذا؟ وكَمْ قَبَضَ الجانيْ.. دَنانيرا)؟
جُنَّ السؤالُ، لَسَمَّى (السادةَ البُورا)
سِرْ فيْ النَفيرِ، وإلاّ.. فاحْرُسِ العِيرا
حتّى القَواريرُ ما عادتْ قَواريرا
فانْهَدْ إلى الدهرِ، صُغْ مِنْه دَهاريرا
جُيوشُ قومِكَ، واحتَجْتَ الجَماهيرا
غَيرُ الضَنى.. ورقابٍ تَحْمِلُ النِيرا
فَمَنْ سَيُقْصيْ الصَناديدَ المَغاويرا؟
يُلقيْ الذَرائعَ أرضاً.. والمَعاذيرا
تَنْفيْ الأباطيلَ عَنها.. والأساطيرا
ضَرْع الحَياةِ لِكَسْرِ الذلِّ إكسيرا
كَلاّ.. فَمَنْ يُؤنِسُ الغِيدَ المَعاطِيرا؟
تُرديْ الليوثَ، وتَجْتالُ النَحاريرا
فيْ أنْ نُفكّرَ بالتَحريرِ.. تَفْكيرا
لأرضِنا، ولَنا، بَيْعاً، وتَأجيرا
في السوق، يَهْذي بِردِّ الحَقِّ، مَخْمورا
سُوقٌ لَدَينا.. (رَعايا)، أو مَخاتيرا؟
أو يَرقُدُ الحَقُّ في القِرطاسِ مَسطورا
حَنَّتْ إليهِ.. ويُعْشيْ نُورُه الطُورا
تُحْييْ السَرائِرُ بالنُور الأساريرا