في إطار الأمسيات المصاحبة للمعرض وبحضور عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وأحمد العامري مدير المعرض أقيمت مساء أول أمس في قاعة المؤتمرات أمسية مفتوحة مع الشاعر الموريتاني سيد محمد ولد بمبه قدم لها محمد مرعي عبد الكريم من هيئة تنظيم المعرض.
بدأ محمد مرعي الأمسية، فعرف بالشاعر بوصفه أحد الذين فازوا بإمارة الشعر في برنامج أمير الشعراء، من مواليد 1973 ويعمل منتج برامج في قناة الجزيرة.
صدر له ديوان سنة 2001 بعنوان “أشباح طير” وسيصدر له قريباً ديوان “مشرب خيل” يجمع بين الشعر الخليلي وبين شعر التفعيلة، وفي شعره أصداء لأصوات كبيرة في الشعر العربي الحديث مثل محمود درويش وسعدي يوسف والبياتي والسياب، غير أن له بصمته الشعرية المميزة.
بعد التقديم بدأ ولد بمبه بإلقاء قصائده، وراوح بين القديم منها والحديث، بدأها بمقطوعته “في سدرة الخلد” فيها وجع بغداد التي هي أحد رموز المآسي العربية، يقول:
في سدرة الخلد أشعاري معلقة
تفيء ظلاً على حلمي فأكتملُ
أودعت في كبد الأشواق قافيتي
أنا مع الشمس والرمضاء مرتحل
ما غاب عن خاطري طفلٌ أشاطره
دمعي إذا غص في أجفانه الأمل
بوحي اعتقادات أرضي نحو أنجمها
ومنتهى غايتي ما يبتغي الرسل
تسير في وجعي بغداد أحملها
اثنان نحن ولا ندري متى نصل
ثم أنشد بعدها قصيدته ارتحال ليعبر عن حالة من التشظي والحيرة التي لا تجد النفس فيها إلا الرجوع إلى دواخلها والجولان التائه في الذات:
من أباهي؟ وقد تشظى اغترابي
في مرايا الفجاج والصمت قيل
هل بهذي العيون نعي لأفقي؟
أم لهذا السديم أفق بديل؟
لا تحاول إذا اضطربت سكوناً
هي نفس وفي مداها تجول
ثم أنشد “حداء المجابات” التي سرد فيها واقع الأمة وانحسار آمالها والصمت الكبير المهيمن عليها وهي تشاهد الموت الأبدي يزحف عليها ولا تحرك ساكناً.
سنترك ههنا أشلاءنا
خيطاً يرتق ما تبقى من فتات القادمين
في الموت متسعٌ على علاته
لنضيف شيئاً واحداً
أوطاننا شاخت على شفة البقاء
أوطاننا شاخت على شفة البقاء
ثم أتبعها بمجموعة من قصائده القديمة، وركز فيها على الغزل، وعقب انتهاء الشاعر فتح الباب للنقاش من طرف الحضور الذين عبروا عن استمتاعهم بالأمسية، ودارت الأسئلة حول تجربة الشاعر ورؤيته، والشعر العربي المعاصر وإشكالاته.
المصدر: صحيفة الخليج