عشاق منتدى مقاطعة الطينطان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار ثقافة سياحة ومشاعر حب صادقة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
عيدا مبارك وكل عام والجميع بالف خير يتقدم مدير منتدى الطينطان لجميع اعضائه ولسكان مدينة الطينطان جميعا وسكان ربوع الوطن بالتبركات والامنيات لهم بالسعادة والهناء وكل عام والجميع بالف خير

 

 نظرة في خلق الإنسان من "طلعة" لولد الكصري/ محفوظ ولد الفتى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 394
الموقع : www.tintane.yoo7.com
العمل/الترفيه : comptblitè
المزاج : contant
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

نظرة في خلق الإنسان من "طلعة" لولد الكصري/ محفوظ ولد الفتى Empty
مُساهمةموضوع: نظرة في خلق الإنسان من "طلعة" لولد الكصري/ محفوظ ولد الفتى   نظرة في خلق الإنسان من "طلعة" لولد الكصري/ محفوظ ولد الفتى I_icon_minitimeالخميس أغسطس 04, 2011 11:32 am

لعله م
ن البديهي أن المقصود بالنظرة في هذا العنوان النظرة العقلية الفكرية في خلق الإنسان استدلالا على وجود الخالق، وقدرته وعلمه وغير ذلك من صفاته العلية سبحانه وتعالى.

والتفكر في الخلق ولاستدلال به على الخالق باب واسع من أبواب الشريعة ، ومبحث فكري ثري معروف لدى العلماء والمفكرين المسلمين على هدي من آي القرآن الكريم في مثل قوله تعالى في الآيات 5 و6 و7 من سورة الطارق (( فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب )) وفي الآيات 12و13و14 من سورة المومنون(( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين))

ومن هذا المنطلق القرآني مضى العديد من علماء الأمة ومفكريها في طريق النظر والاستدلال .. يقول الشيخ أحمد المقري في نظمه المشهور ((اضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة ))

أول واجــب على المكلــــــف == اعــماله للنظــــرالمؤلــــــف

كـي يستفيد من هــدي الدليل == معرفــــة المصـــور الجلــيل

إلى أن يقــــــول :

ومن يقدم نفسـه عند النظـر == مؤلفا مـن القضايا ما حضـر

يقـس بشـــكل بين الإنتاج == إذ خـلقه من نطـــفة أمشاج

وما نحن بصدده الآن عبارة عن شبه تحليل لمقطع مجتزأ من قصيدة حسانية في الخلق طويلة (142 تافلويت) هي ثمرة انفعال وجداني يتقاسمه استئناس ممتع بمعجزة الخلق وانبهار مجل لها مع استكناه واع لهذه المعجزة في نفس شاعر عظيم وعالم ومفكر كبير له من منابع العطاء والإمتاع الأدبي قدر ماله من أدوات الفكر والاستنتاج النظري.. ذلكم هو سيدي محمد بن باب احمد بن الشيخ بن المختار الملقب الكصري نسبة إلى مدينة كصر البركة القديمة في الجزء الغربي من تكانت الموطن الأصلي لأسرة ذلك العالم الشاعر.

يجمع هذا المقطع بين الإفادة المعرفية ، والاعتبار الفكري، والإمتاع الأدبي في حديث عن مراحل خلق الإنسان بدءا بأدقها وأخفاها في بيئة الشاعر أيام حياته رحمه الله تعالى في النصف الأخير من القرن 19والربع الأول من القرن 20 الميلاديين في منطقتي الترارزه وتكانت .. فكأنه يتحدث عن البويضة المخصبة بالحيوان المنوي التي هي ــ كما يقول العلم ــ مكونة من نواة تتوسط مجموعة من الحبيبات الدقيقة المتجمعة داخل غلاف يمنع تبعثرها حتى تلتصق بجدار الرحم وتتجاوز إلى مرحلة تكون أو نمو تالية ، ويسمى غلاف هذه البويضة علميا ب (( الغشاء)) وهو الاسم الوارد على لسان الشاعر في قوله:

( ء تدبير أمر المخلوق ارعاه == من مــزال اغشـاه امغشيه )

ثم يقول في خلق الله للانسان من محتوى ذلك الغشاء

(صنع من ذاك الشي وســــاه == باذكــــــور مـن وابناثيـــه)

وكل شخص جمعه الخالق من شتات مختلف وبناه فصار كيانا منفردا متآخي الأجزاء متلائمها (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )).. عظام صلبة متنوعة الأشكال والأحجام حسبما تقتضيه وظيفة كل عضو في الجسم البشري متراكبة بتداخلات معينة على ترابطها ومناسبة للضروري من حركاتها وأعصاب شدت بها تلك العظام المزودة في قنواتها وأنسجتها الأسفنجية بنخاع غني بالدهون المحافظة على نمو العظام وصلابتها ثم لحم يكسو العظام وعضلات تقوم بأدوارها المعقدة الكثيرة في بنية الجسم بمرونة ولياقة عجيبتين. . يقول رحمه الله :

( ء كل امل الاشخاص ابنـاه == من تشتات اجناس امخاويه

جنس اعظام امسيس كساه == وابجنس ا لحم لين كاســـيه

ء جنس اعصب شدد بيه الله == العظام ء كل اعظـــــــــم فيه

قدر ل تركيب ء قــــــــــواه زاد ابمخ اتــــــــم املوميه )

وفي العظام والعضلات والأعصاب يجرى الدم .. ذلك السائل العجيب ذو الشأن العظيم في معجزة الحياة والأحياء. . ولو كان ابن الكصري شاعرا عاديا من شعرا ء العامة لاكتفى بذكر جريان الدم فيما يبدو من عروق وأوعية العضلات كما يبدو برؤية العين المجردة ، لكن يبدو أنه كان يعلم أن في الأنسجة العظمية الكثيفة قنوات تمر منها أوعية دموية وخيوط عصبية توصلها بالثقوب المغذية وبقناة العظم الوسطية الملأى بالنخاع ألدهني ، كما يعلم أن في الأعصاب حزم من الألياف العصبية المغلفة بأنسجة تنتشر فيها أوعية دموية كذلك . . فليس الدم جاريا في اللحم فحسب وإنما هو جار في اللحم والعظم والعصب ، ولا يكف عن الجريان ما دامت في الجسم حياة . . خلاصة كل ذلك في البيت التالي:

( والدم افــذ كامـــل جراه == ما يسكن فالجرم امجريه)

ثم يأخذ الشاعر بيدك إلى أظهر وأخفى شيء في هذا الكائن العجيب . . إلى الروح المودعة في الجسم البشري تمده بالحياة والحركة ، لا حركة ولا نشاط ليد ولا لرجل ولا لسان ولا لأي عضو في الكائن الحي بغير الروح. . بل إن الروح هي المتحرك الحقيقي وما أعضاء الجسد إلا أدوات تتحرك بها ، وإذا ما الروح تخلت وكفت عن الحركة بتلك الأدوات فإنها لن تجد بعد من يستخدمها في الحركة ، بل إنها ستتلف وتفنى . . فوجود الروح أمر ظاهر شديد الظهور ولكنه ظهور شديد متحد بخفاء شديد ، خفاء ما لا ترى له منظرا ولا تسمع له صوتا ولا تجد له لمسا .. فإلى هدي الحيران وحيرة المهتدى في هذه الأبيات

(ء من عظيم اص قدرت كاع == مــــالك ذ المـــلك ابلا نزاع

ء لاه تركــــيكـ لاخــــــتراع == ذ الكون امن العدم ناشـــيه

تركــــيب للروحم ء تصراع == الروح افذ الهـــــيكل تحييه

ما تور ذات ء لا ســـــــماع == حس ء لاحس انحسـت بيه

ء هـــــي موجود شيخ كـاع == ماه مـن شي لعقل ينفـــــيه

واخبره ظاهر بالتكـــــــياع == ء داركـ زاد امـــــل خــــليه

والى وقفة أخرى في رحلة استطلاع ظاهر وباطن الإنسان . . إلى العقل وما أدراك ما العقل. . ذلك المرشد العظيم المودع هو الآخر في الإنسان دون أن يعرف له كيفا أو كما . . ينظر الشاعر إلى الكيان العضوي للآدمي الذي هو في أساسه لحم وعصب وعظم وليس العقل أيا منها قطعا .. فالعقل إذن كالروح في الظهور والخفاء، وهو منحة الله الكبرى للإنسان ، المنحة التي بها عرف الممنوح قدرة المانح الجليل. . ذلك ما يعرض له الشاعر في قوله:

( ء ذ الجرم ال عمــدت مبناه == الحم واعصب واعظام ابناه

اللعقـــل واحن خرصــــــناه == غلبتن حالـــت لعـــقل فـــيه

لعظم ما يعـــقل شي وامعاه == لعصب ما يعقـــل شي يزيه

واللحم ما تعقل واللــــــــه == واس لعقل فالشــخصء بيه

عرف الشخص ان ذ ال طاه == لعقـــل قـــــادر حكـ . . . .)

ثم يعود الشاعر إلى بنية الجسم الآدمي بالحديث عن الفم والمرئ واللسان والرجلين واليدين . . أعضاء كل منها إبداع وحده مدهش، وعطية عظيمة ناطقة بأن مبدعها وواهبها هو وحده المبدع الحق والكريم الحق . . وما هي بعد ذلك إلا مثالا لغيرها من عطايا البديع الوهاب . . فما هي أعظم شأنا من العين والأذن والأنف وغيرها من أعضاء صنعت في ستر الرحم قبل الولادة لطفا وتكريما لهذا الإنسان المخلوق (( في أحسن تقويم)) . . يقول رحمه الله

(. . . . . . . . . . . . . . . . . == . . . . . . . . . . ء عاطيه

بل اظواكـ ء نطق ء ممشـاه == ابرجلين اصنعهـم وايديه

اصنعهـــــم ل هاذ وســـاه == ســـابكـ يخلكـ مكرم بيه )

والى فصل جديد من سفر العناية الإلهية بهذا الإنسان الذي يخرج من طور الانعزال والتخلق في رحم الأم إلي طور ما بعد الولادة . . طور البروز والعيش على وجه الأرض حيث يولد وهو لم يزل في ضعف بالغ وقصور مطلق لا يجلب لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ، ولا يعقل من صلاح أمره شيئا فتملأ العناية الإلهية له قلوب الوالدين والأقارب حنانا وعطفا فإذا برعايته ولوازم حياته موفرة له مهيأة من غير معروف قدمه أو جهد بذله . . تراه وادعا هانئا في حضن أمه حيث حباه خالقه بلبن طري سائغ شرابه من ذلك الوعاء العجيب . . من الثدي الحاوي للبن ميسرا إياه دون تقديم أو تأخير عن أي لحظة تكون فيها رغبة الرضيع فيه .

ومن لطف الخلاق العليم بهذا الرضيع أن جعل الثديين في الأمام يتدليان من صدر الأم في اتجاه الحضن حيث متكأ الرضيع ومستودعه الآمن وجعل احليل كل من الثديين (منفذ اللبن من كل منهما) في رأس سفلي كروي صغير ترق عند الرضاع وصلته بالثدي من ورائه حتى يسهل إطباق الشفتين عليه ، وجعل عضلة هذا الرأس شديدة التقلص والانقباض لكي تسد منافذ اللبن في غير أوقات الرضاع.. أما عند الرضاع فيحدث فيها تمدد وارتخاء بقدر يسمح بنفوذ اللبن بمقدار مناسب إلي فم الرضيع . . ألا فا عجب معي لهذه العضلة التي لاهي تبقى على شدة انقباضها حتى تمسك اللبن عن الرضيع ، ولاهي تفرط في الارتخاء حتى تؤذيه بتدفقه . . وكل هذه العناية وهذا اللطف باق بإرادة الله وقدرته ما بقي إليه احتياج . . ذلك ما تناوله الشاعر في الأبيات التالية التي نجعلها ختاما لهذا المقال

( وامنين اخلكـ ما ج متكـول == اعــــل راص عن معـــفول

كيفـــن يخلكـ يخلكـ مجعول == خـــــــلق اعليه الين اربيه

متمـــونك فاللطف المسدول == مقهــــــورال مد تبغــــــيه

مـــــاه باخزين اكبل مفعول == الا قهــــر اللـــــــه امسايه

ءكرم بادرار البن مصكــول == ما يتوخر عن وقت امجـيه

ء لايعجل عــن ذاكـ الا كول == متميعـــــد واياه احـــــانيه

حاصــــل فام فابلد مسبول == مكـــــدود اعل فم راضـــيه

ماه مقــــــــلوكـ ء لامحلول == حل اعــــود اببج يوذيــــــه

الا كــــــد المني مبـــــــذول == واعل نفـــــــع بيه اسـهديه

ء وســـــــاه الكدام اعل مول == الرعي واياكـ اتكـــــــــــيه

متمــــــونكـ فالعبون ء طول == ســــقر كامل هــــي راعيه

واتم افلطـــــــف الين اتحول == احــــ
وال ذ
اللطــف
اراريه)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tintane.yoo7.com
 
نظرة في خلق الإنسان من "طلعة" لولد الكصري/ محفوظ ولد الفتى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عشاق منتدى مقاطعة الطينطان  :: المنتديات العامة :: منتدى عشاق الرياضة :: الأدب العربي والحساني-
انتقل الى: