دخلتُ على الأُسْدِ آجامَها ـ ـ ـ وحطمتُ بالقصفِ أعلامَها
ولم أتهيب دروب الردى ـ ـ ـ و نكأ الجراح و آلامَهــــــا
أنا العسكري الأبيُّ العنيــد ـ ـ ـ عزفتُ مع الشمس أنغامَـها
أقدِّمُ نفسي بكل اعتزازْ ـ ـ ـ فهل يفهم القوم إقدامَــــها؟
أقاتِلُ جيشَ مسيلمــــــــــةٍ ـ ـ ـ وتخفي اليمامةُ ألغامـَــــــها
فأخترق الهولَ مثل البــــراءْ ـ ـ ـ وأحفظ للأرض إسلامـَـــها
وماضرني أنَّ رهطي نســـوا ـ ـ ـ فكمْ تفتدي الجندُ أقوا مَــها
أكابدُ في القفر ريح السمـــومْ ـ ـ ـ أعدُّ الشهور وأيَّامـَـها
سَأوثِرِ بالظلِّ أهلَ الكلامْ ـ ـ ـ عبيدَ السياسة أزلامـــَها
تأخَّر عوْدي فهلْ أحدٌ ـ ـ ـ يُساعدُ أختي وأيتامــَـــــها؟
وهل خبرٌ جاءَ أمي العجوز ـ ـ ـ يبدِّدُ بالظـــنِّ أوهامَـها؟
ومن سوفَ يطعمُ خمسَ بنات ـ ـ ـ ويُرجِع للدارِ قوّامَــــها؟
أنا رجلٌ من زمان الضمير ـ ـ ـ جهلتُ القصور وآثامَـــها
وما لا مَستْ ألفَ (يورو) يدي ـ ـ ـ ولا أبخس الناس أحلامَـها
همُ الآن في عُطَلٍ حُلـــوةٍ ـ ـ ـ وعائلتي الدهرُ قدْ سامـَـــها
ألومُ بلادي عتـــابَ الحبيب ـ ـ ـ وأغضب إنْ أحدٌ لامـَــها
أروم لها الخير طول الحياة ـ ـ ـ وأقتلُ منْ بالأذى رامـَـها
بلادي رسمتك عند الغروب ـ ـ ـ دواةً تُغرغِرُ أقلامـَـــــها
ومئذنةً في بحـــــــارالرمــــال ـ ـ ـ وروحاً توزِّعُ أنســـــامَها
وكنتِ الأنــيـــسَ إذا لــيلة ـ ـ ـ يزيدُ التغــــرب إظلامَـــــها
فلا تنكري الودَّ إمــــــــــا نعوا ـ ـ ـ ستسألك الروح إكرامـَــــــها
ستبكي البُــنَـيَّـة ُ عـمـرا مضى ـ ــ ـ وتُطلقُ للريــــح أقدامَـــــها
وأعرف طعم الفــــراق الرهيب ـ ـ ـ ولوعِشْتُ أصبحتُ خدَّامَها
فلا تخذلوها ببعــــــض الحــنان ـ ـ ـ وصونوا العهود و أختامَـها
فإن كان ذاك فبـــعض الــــــعزاء ـ ـ ـ وكل له وقفة قـــــــامَها
وتلك حياة الرجال الــخلــــــودْ ـ ـ ــ كفاحاً يُجـدِّدُ أعـــــوامَــــــها
الشاعر الشيخ ولد بلعمش